يدخل في الايمان بالحساب والجزاء الكثير من الأمور التي سنوضحها من خلال الحديث عن الإيمان بالحساب والجزاء، ويكون الحساب بوقوف العباد أمام الله عزوجلّ، فيعرِّفهم سبحانه وتعاللى بالأعمال التي قاموا بها، ويحاسبهم على هذه الأعمال، وقد ورد في الآية الكريمة ذكر ذلك، ” وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”، ويوفي الله عزوجلّ عباده حقوقهم غير منقوصة؛ وقد ورد ذلك في الآية :”ثم تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”، وهو االمتصف بصفات العدالة، فماذا يدخل في الايمان بالحساب والجزاء؟
يدخل في الايمان بالحساب والجزاء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئًا، قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك” ومن خلال الحديث النبوي الشريف، يتضح لنا أن أول أمر يُحاسب عليه المرء يوم القيامة هو الصلاة، فإن كانت صلاته صالحة، ينطبق ذلك على سائر أعماله والعكس، وهذا ضمن توضيح إجابة السؤال المطروح حول ما يدخل في الايمان بالحساب والجزاء.
أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة
أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هو الصلاة، وهذا ما يتعلق بحق الله، أما فيما يتعلق بحقوق العباد، فهي الأمر الثاني الذي يشمله الحساب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أتدرون من المفلس؟، قالوا: المفلس فينا يا رسول الله مَن لا درهم له ولا متاع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيقعد، فيقتص هذا من حسناته، فإن فَنِيَت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا، أخذ من خطاياهم فطرح عليه، ثم طرح في النار”.
ففي ذلك الحين تؤدّى الحقوق إلى أصحابها، ويؤتى بأفراد للشهود على العباد، كما تشهد الملائكة عليهم،وتشهد الأرض، وقد ورد ذلك في أحاديث نبوية صحيحة، وأخيراً فإنّ أعضاء الإنسان تشهدُ عليه “يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ”
وهذا ضمن تفسير العبارة التي يبحث الطلبة عن توضيحها ضمن موادهم الدراسية الدينية، وهي يدخل في الايمان بالحساب والجزاء.