معلومات عن متحف باردو ، معرفة الأماكن والمواقع الأثرية من الأشياء الجميلة والفضولية التي يسعة الكثير من الناس لمعرفة كل ما يتعلق بها، وكان من بين هذه الأماكن متحف باردو التونسي الذي يقع في مدينة باردو، ويعد هذا المتحف ثاني متحف في العالم بالنسبة إلى فن الفيسفساء الرومانية الذي بفضلها حاز على شهرة عالمية، حيث تحتوي مجموعته على آلاف اللوحات الفيفسائية الذي يرجع تاريخها من القرن الثاني قبل الميلاد، كما يشمل هذا المتحف على العديد من القاعات والأجنحة مثل قاعة قرطاج الرومانية، وقاعة دقة، والمهدية، وفيرجيل، سوسة، والفيفساء المسيحية، بالإضافة إلى المتحف العربي، كما يشمل على مجموعة من التماثيل والمنحوتات التي يرجع تاريخها إلى حضارات قديمة كالحضارة البيزنطية، وكل هذه الفنون المختلفة جعلت منه محطة سياسية هامة لكافة السياح على مستوى العالم.
تاريخ إنشاء متحف باردو
تم إنشاء المتحف الوطني في مدينة باردو في تونس، بعد توقيع مرسوم يقتضي بإنشاء المتحف عام 1885 في قصر حريم الباي محمد، أما افتتاحه بشكل رسمي فقد تم في السابع من مايو عام 1888، في حضرة الباي علي بك، وقد اكتسى هذا المتحف تاريخ ملئ وغني بالأحداث المتعلقة بأعمال الإرشاد والتجديد، وذلك بعد حصول البلاد على الاستقلال بشكل رسمي، ويرجع تاريخ المرة الأولى إلى فترة الحماية الفرنسية على البلاد، من خلال عرض المواقع المرموقة مثل قاعة دقة وقرطاج، وتهدف مبادرة إنشاء متحف باردو إلى إعداد مجموعات متحفية وطنية تمس مختلف الحقب التاريخية للبلاد. في البداية تم عرض هذه المجموعات بفضاءات وقع تهيئتها بقصبة تونس قرب مقر الولاية (دار الباي) ثم تم نقلها بعد ذلك إلى المتحف العلوي مع إثراء العملية بتأسيس قسم جديد للحرف التونسية وهو مشروع قام بإقراره الوزير خير الدين باشا بنفسه حتى يظهر الطابع العتيق والمستدام لخبرة حرفيي ذلك العهد.
وقد قال مدير المتحف لموقع الجزيرة نت في ذلك:”إن المتحف شيّد في البداية ليكون قصرا لحريم العائلة الحسينية، وأشار إلى أن هذا القصر الذي يسمى بالقصر الصغير شيد في عهد الحسين بن علي باي، بنمط معماري تونسي أندلسي”، كما بيّن أن المتحف العلوي كان متحفا مهما للتراث التونسي، إذ أنه احتوى على عدد من الاكتشافات الأثرية والوثائق التاريخية الفريدة ذات الشهرة العالمية.
وشهد هذا المتحف في في الثامن عشر من مارس في عام 2015، هجومًا داميًا؛ أدّى إلى مقتل 23 شخص، كان أغلبهم من السيّاح، وتعرض للجرح حوالي خمسين شخص، وأرجعت الداخلية فيما بعد أن هذا الهجوم صادر عن كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
أهداف إنشاء المتحف
كان لإنشاء هذا المتحف بما فيه من نشاطات متنوعة عدة أهداف منها:
- إحداث موقع أثري مرجعي ورسمي من أجل احتضان اللقاءات الثقافية والفنية، وكذلك إمكانية اختبار العمل التطبيقي في إطار ورش المتحف.
- ضمان تواصل واستمرارية النشاطات؛ من أجل توفير المعلومة الصحيحة والكاملة حول تاريخ البلاد وتراثها، وذلك لإرساء قواعد التواصل وبناء علاقة مباشرة مع هذه الثقافة ويمكن تحقيق كل هذا من خلال العروض المختلفة سواء كانت دائمة أو مؤقتة.
- إشعار الشباب بأهمية تراثهم وتحفيزهم نحو الاهتمام به، وذلك من خلال إرساء تقاليد لمقاربات تحليلية للمعروضات والتجهيز لنشاطات متنوعة تساهم في الدعوة المستمرة من أجل زيارة المتحف كالندوات والمناقشات العامة واللقاءات مع الطاقم الفني والتقني.
جولة داخل متحف باردو
يظهر المتحف من الداخل العديد من العديد من الأعمال الفنية التي تبرز جمالياته، حيث يخرج من شتى الفضاءات النبيلة لمجمع القصر تناغم عميق للألوان والأشكال حيث تجعل الرائي يتمتع بالأسقف الجصية المنقوشة أو المزوقة بورق الذهب التي تتناسق مع الجدران المعلمة بالخزف المبرنق المصنوع بأياد حرفيين تونسيين. كذلك يتداخل الرخام الذي يغطي الجدران والأعمدة مع الخشب المطلي والمنقوش، كما تتميز الأعمال الفنية التي تمتزج داخل هذا المتحف بالفيسفساء، التي جعلت من المتحق موقعًا أثريًا مميزًا ومشهورًا، كما يشمل المتحف على مجموعة مختلفة من القطع المنبثقة من المواقع الأثرية، والتي تعيد من يراها إلى زمن الفينيقيين والقرطاجيين والرومان.
ويرى الناظر قاعات الاستقبال المتعددة والمهيأة على ثلاث طوابق بذوق وحكمة اختلاطها بتيارات معمارية وفنية وتقنيات مختلفة مغربية وتركية وايطالية الأمر الذي يجعلها تشكل ما يماثل خلاصة للفن المعماري بالبلاد التونسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ميلادي. حيث أمكن تغيير صبغة هذا الموقع من قصر إلى متحف من خلال المحافظة عليه مع ضمان إحياء المبنى بإعطائه فرصة حياة ثانية نوعا ما.
